الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَىٰ لأَخِيهِ هَارُونَ ٱخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ ٱلْمُفْسِدِينَ }

قوله تعالى: { وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلاَثِينَ لَيْلَةً } أي: تمام أو انقضاء ثلاثين ليلة.

قال أبو العالية: مكث موسى على الطور أربعين ليلة، فبلغنا أنه لم يحدث حتى هبط منه.

{ وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً }.

فإن قيل: هذا معلوم، فإن كل أحد يعلم أن الثلاثين مع انضمام عشر إليها تصير أربعين، فما الفائدة في ذكره؟

قلتُ: فائدته زوال اللبس ورفع الوهم، فإن من الجائز أن تكون العشر ساعات، أو تكون داخلة في الثلاثين، فلما قال: " أربعين ليلة " نفى هذين الجائزين، وعُلم أن العشر ليال، وأنها غير الثلاثين.

فإن قيل: " أربعين " نصب أو جرّ؟

قلتُ: نصب على الحال، على معنى: تم ميقات ربه بالغاً هذا العدد.

{ وَقَالَ مُوسَىٰ لأَخِيهِ هَارُونَ } " هارون " عطف بيان. وقرئ بالرفع على النداء، والمعنى: وكان موسى قال لأخيه عند انطلاقه إلى الجبل: { ٱخْلُفْنِي فِي قَوْمِي } ، أي: كن خليفتي فيهم، { وَأَصْلِحْ } في الخلافة، { وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ ٱلْمُفْسِدِينَ }.