الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمِنَ ٱلأَنْعَٰمِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَٰنِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }

قوله تعالى { وَمِنَ ٱلأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً } اى من قوى الانسانية ما لا يحمل اثقال المجاهدات ومنها ما يحمل اثقال أوقار الامتحانات فما يحمل الانسانية يضعف تحت امتحان الله وما يحمل بقوى الربانية يكون مطية حمل امانة المعرفة قال تعالىوَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَانُ } الا ترى الى قول امير المؤمنين علي بن أبى طالب كرم الله وجهه والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية وانما قلعتها بقوة ربانية قوله تعالى { كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ } للاشباح رزق وللارواح رزق وللقلوب رزق وللعقول رزق وللاسرار رزق واما رزق الاشباح فما استطابته من عالم الفعل بما وافقه العلم واما رزق الارواح فمشاهدة تجلى الصفات واما رزق القلوب فما ينكشف لها من أنوار الغيوب واما رزق العقول فما يلوح لها من سنا الآيات واما رزق الاسرار فما تجلى فيها من مكنون علوم الخاص فى رؤية الذات قال الاستاذ الرزق ما يحصل به الانتفاع وينقسم الى رزق الظواهر والسرائر فهذا وجود النعم وذاك شهود الكرم بل الحمود فى وجود العدم وللقلب رزق وهو التحقيق من حيث العرفان وللروح رزق وهو المحبة بصدق التحرز عن الاكوان وللسر رزق وهو الشهود الذى قريته العيان.