الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا خَرُّواْ سُجَّداً وَسَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ }

هذه تسلية للنبيّ صلى الله عليه وسلم أي أنهم لإلْفهم الكفر لا يؤمنون بك إنما يؤمن بك وبالقرآن المتدبرون له والمتعظون به، وهم الذين إذا قرىء عليهم القرآن { خَرُّواْ سُجَّداً } قال ابن عباس: ركّعاً. قال المهدويّ: وهذا على مذهب من يرى الركوع عند قراءة السجدة واستدلّ بقوله تبارك وتعالى:وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ } [صۤ: 24]. وقيل: المراد به السجود، وعليه أكثر العلماء أي خَرُّوا سُجَّداً لله تعالى على وجوههم تعظيماً لآياته وخَوْفاً من سَطْوته وعذابه. { وَسَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } أي خلطوا التسبيح بالحمد أي نزّهوه وحَمِدوه فقالوا في سجودهم: سبحان الله وبحمده، سبحان ربِّيَ الأعلى وبحمده أي تنزيهاً لله تعالى عن قول المشركين. وقال سفيان: «وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ» أي صلُّوا حمداً لربهم. { وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } عن عبادته قاله يحيـى بن سلام. النقاش: «لاَ يَسْتَكْبِرُونَ» كما استكبر أهل مكة عن السجود.