الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ }

أخرج ابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد - رضي الله عنه - { ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالغدوّ والآصال } قال: ظل المؤمن يسجد { طوعاً } وهو طائع لله، وظل الكافر يسجد { كرهاً } وهو كاره.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - { ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً } قال: أما المؤمن، فيسجد طائعاً. وأما الكافر، فيسجد كارهاً، يسجد ظله.

وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في الآية قال: الطائع، المؤمن. والكاره، ظل الكافر.

وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - في الآية قال: يسجد من في السموات طوعاً، ومن في الأرض، طوعاً وكرهاً.

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد - رضي الله عنه - في الآية قال: من دخل طائعاً، هذا طوعاً. وكرهاً: من لم يدخل إلا بالسيف.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن منذر قال: كان ربيع بن خيثم إذا سجد في سجدة الرعد قال: بل طوعاً يا ربنا.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { وظلالهم بالغدوّ والآصال } يعني حين يفيء ظل أحدهم عن يمينه أو شماله.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله { وظلالهم بالغدوّ والآصال } قال: ذكر لنا أن ظلال الأشياء كلها تسجد لله، وقرأسجداً لله وهم داخرون } [النحل: 48] قال: تلك الظلال تسجد لله.

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { وظلالهم بالغدوّ والآصال } قال: ظل الكافر يصلي وهو لا يصلي.

وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في الآية قال: إذا طلعت الشمس، يسجد ظل كل شيء نحو المغرب. فإذا زالت الشمس، سجد ظل كل شيء نحو المشرق حتى تغيب.

وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - أنه سئل عن قوله { وظلالهم } قال: ألا ترى إلى الكافر؟ فإن ظلاله جسده كله أعضاؤه لله مطيعة غير قلبه.