الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ يَا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }

قوله تعالى: { يُبَيِّنُ } في محلِّ نصبٍ على الحال من " رسولنا " أي: جاءكم رسولنا في هذه الحالة. و " ممَّا " يتعلق بمحذوف لأنه صفة لـ " كثيراً " و " ما " موصولةٌ اسميةٌ، و " تُخْفون " صلتُها والعائد محذوف أي: من الذين كنتم تخفونه. " ومن الكتاب " متعلق بمحذوف على أنه حالٌ من العائد المحذوف. وقوله: { قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌ } لا محلِّ له لاستئنافِه، والضميرُ في " يبيِّن " و " يَعْفُو " يعود على الرسول، وقد جَوِّز قوم أَنْ يعودَ على الله تعالى، وعلى هذا فلا محلِّ لقوله: " يبيِّن " من الإِعراب. ويمتنع أن يكونَ حالاً من " رسولنا " لعدمِ الرابط، وصفة " كثير " محذوفةٌ للعلم بها تقديرُه: عن كثير من ذنوبكم، وحَذْفُ الصفة قليل. وقوله: { قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ } لا محلَّ لها من الإِعراب لاستئنافها، و " من الله " يجوز أَنْ يتعلَّق بـ " جاء " وأن يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنه حال من " نور " قُدِّمَتْ صفةُ النكرة عليها فنُصِبَتْ حالا.