الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَعَيِينَا بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ }

حديثٌ فى تجدّد العوالم غير هذا العالم.

{ أَفَعَيِينَا بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ } فنعجز عن الاعادة بذلك؟ { بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ } اى فى اشتباه ولذلك انكروا الخلق الجديد لا انّ لهم برهاناً على عدم الاعادة كما يدّعيه الفلاسفة، او فى اختلاط من خلقٍ جديدٍ يعنى انّ خلقتهم القديمة مختلطة بخلقتهم الجديدة لكنّهم غافلون عنه، او فى لبس لباسٍ على ان يكون اللّبس بفتح اللاّم بمعنى اللّبس بضمّ اللاّم وقد سبق فى اوّل البقرة عند قولهٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلاةَ وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } [البقرة:3] وعند قولهكَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً } [البقرة:28] (الآية) ما به غنية عن بيان كونهم فى خلقٍ جديدٍ، ونكّر الخلق الجديد لانّ الخلق الجديد لهم من قبيل الحركة فهم فى كلّ آنٍ فى خلقٍ غير الخلق الاوّل فلا بقاء لفردٍ من افراده حتّى يمكن ان يعرف، وعن الباقر (ع) انّه سئل عن هذه الآية فقال: تأويل ذلك انّ الله تعالى اذا أفنى هذا الخلق وهذا العالم وسكن اهل الجنّة الجنّة واهل النّار النّار جدّد الله عالماً غير هذا العالم، وجدّد خلقاً من غير فحولة ولا اناث يعبدونه ويوحّدونه، وخلق لهم ارضاً غير هذه الارض تحملهم، وسماء غير هذا السّماء تظلّهم، لعلّك ترى انّ الله انّما خلق هذا العالم الواحد، او ترى انّ الله لم يخلق بشراً غيركم، بلى والله لقد خلق الف الف عالمٍ، والف الف آدم، انت فى آخر تلك العوالم واولئك الآدميّين.