الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ سَيَقُولُ ٱلْمُخَلَّفُونَ إِذَا ٱنطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ ٱللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ ٱللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُواْ لاَ يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً }

هنا أيضاً الحق سبحانه وتعالى يخبر بما سيقوله المخلفون، والمغانم يراد بها مغانم خيبر { ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ.. } [الفتح: 15] يعني: لنأخذ منها كما تأخذون { يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ ٱللَّهِ.. } [الفتح: 15] يعني: حكمه عليهم بعدم الخروج إليها. وقد بيَّن الحق سبحانه ذلك في قوله:وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ ٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْقَاعِدِينَ * لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ } [التوبة: 46-47]. فالمراد بكلام الله هنا حكمه عليهم بعدم الخروج لخيبر، وحكم الله لا يُنقض، وكلمة الله لا ترد، وقد أرجأهم الله لفرصة أخرى، قادمة يمكنهم الاشتراك فيها وهي حروب الردة. ثم جاء الرد عليهم: { قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ ٱللَّهُ مِن قَبْلُ.. } [الفتح: 15] أي: قبل رجوعنا { فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا.. } [الفتح: 15] أي: على أنْ نأخذ معكم من الغنائم { بَلْ كَانُواْ لاَ يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } [الفتح: 15] نعم لا يفقهون إلا قليلاً، لأن المسألة ليستْ مسألة غنائم.