الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ }

أخرج ابن منده في المعرفة من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قتل تميم بن الحمام ببدر وفيه وفي غيره نزلت { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات... } الآية.

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله { لمن يقتل في سبيل الله } قال: في طاعة الله، في قتال المشركين.

وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي العالية في قوله { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء } قال: يقول: هم أحياء في صور طير خضر، يطيرون في الجنة حيث شاؤوا، ويأكلون من حيث شاؤوا.

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير عن عكرمة في قوله تعالى { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات... } الآية. قال: أرواح الشهداء طير بيض فقاقيع في الجنة.

وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في البعث والنشور عن كعب قال: جنة المأوى فيها طير خضر ترتقي فيها أرواح الشهداء في أجواف طير خضر، وأولاد المؤمنين الذين لم يبلغوا الحنث عصافير من عصافير الجنة ترعى وتسرح.

وأخرج عبد الرزاق عن معمرعن قتادة قال " بلغنا أن أرواح الشهداء في صور طير بيض تأكل من ثمار الجنة، وقال الكلبي عن النبي صلى الله عليه وسلم: في صورة طير بيض تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش ".

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون } قال: ذكر لنا أن أرواح الشهداء تعارف في طير بيض تأكل من ثمار الجنة، وان مساكنهم السدرة، وان الله أعطى المجاهد ثلاث خصال من الخير: من قتل في سبيل الله كان حياً مرزوقاً، ومن غلب آتاه الله أجراً عظيماً، ومن مات رزقه الله رزقاً حسناً.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { بل أحياء } قال: كان يقول: من ثمر الجنة، ويجدون ريحها وليسوا فيها.

وأخرج مالك وأحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة عن كعب بن مالك " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تعلق من ثمر الجنة أو شجر الجنة ".

وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبد الله بن كعب بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أرواح الشهداء في صور طير خضر معلقة في قناديل الجنة حتى يرجعها الله يوم القيامة ".

وأخرج النسائي والحاكم وصححه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يؤتى بالرجل من أهل الجنة فيقول الله له: يا ابن آدم كيف وجدت منزلك؟ فيقول: أي رب خير منزل. فيقول: سل وتمنّ. فيقول: وما أسألك وأتمنى، أسألك أن تردني إلى الدنيا فاقتل في سبيل الله عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة ".