{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ } لنختبرنكم { بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلْخَوفِ } خوف العدو { وَٱلْجُوعِ } في قحط السنين { وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلأَمَوَالِ } ذهاب الأموال { وَٱلأَنفُسِ } وذهاب الأنفس بالقتل والموت والأمراض { وَٱلثَّمَرَاتِ } وذهاب الثمرات ثم قال { وَبَشِّرِ } يا محمد { ٱلصَّابِرِينَ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ } مما ذكرت { قَالُواْ إِنَّا للَّهِ } نحن عبيد الله { وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ } بعد الموت وإن لم نرض بقضائه لا يرضى عنا بأعمالنا { أُولَـٰئِكَ } أهل هذه الصفة { عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ } مغفرة { مِّن رَّبِّهِمْ } في الدنيا { وَرَحْمَةٌ } من العذاب في الآخرة { وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ } للاسترجاع ثم ذكر كراهية المؤمنين للطواف بين الصفا والمروة من قبل الصنمين اللذين كانا عليهما فقال { إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ } يقول الطواف بين الصفا والمروة { مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ } مما أمر الله تعالى من مناسك الحج { فَمَنْ حَجَّ ٱلْبَيْتَ أَوِ ٱعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ } لا مأثم عليه { أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا } بينهما { وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً } من زاد على الطواف الواجب { فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ } يقبله { عَلِيمٌ } بنياتكم ويقال فإن الله شاكر يشكر اليسير ويجزي بالجزيل { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا } بيناً { مِنَ ٱلْبَيِّنَاتِ } من الأمر والنهي والعلامات في التوراة { وَٱلْهُدَىٰ } صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته { مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ } لبني إسرائيل { فِي ٱلْكِتَابِ } في التوراة { أُولَـٰئِكَ يَلعَنُهُمُ ٱللَّهُ } يعذبهم الله في القبر { وَيَلْعَنُهُمُ ٱللاَّعِنُونَ } يلعنهم الخلائق غير الجن والإنس إذا سمعوا أصواتهم في القبر { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ } من اليهودية { وَأَصْلَحُواْ } وحدوا { وَبَيَّنُواْ } صفة محمد ونعته { فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ } أتجاوز عنهم { وَأَنَا التَّوَّابُ } المتجاوز لمن تاب { الرَّحِيمُ } لمن مات على التوبة { إِن الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ } بالله ورسوله { أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ ٱللَّهِ } عذاب الله { وَٱلْمَلاۤئِكَةِ } لعنة الملائكة { وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } لعنة المؤمنين بعضهم بعضاً ترجع عليهم { خَالِدِينَ فِيهَا } في اللعنة { لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ } لا يرفع ولا يرفعه ولا يهون عليهم العذاب { وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ } يؤجلون من العذاب ثم وحد نفسه حين جحدوا وحدانيته فقال { وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } بلا ولد ولا شريك { لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ } العاطف { ٱلرَّحِيمُ } العطوف ثم ذكر علامة وحدانيته فقال { إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } يقول في تخليقهما ويقال فيما خلق فيهما { وَٱخْتِلاَفِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } في تقليب الليل والنهار وزيادتهما ونقصانهما { وَٱلْفُلْكِ } وفي السفن { ٱلَّتِي تَجْرِي } تسير { فِي ٱلْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ } في معايشهم { وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } وفيما أنزل الله { مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن مَّآءٍ } مطر { فَأَحْيَا بِهِ } بالمطر { ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } بعد قحطها ويبوستها { وَبَثَّ فِيهَا } خلق فيها { مِن كُلِّ دَآبَّةٍ } ذكر و أنثى { وَتَصْرِيفِ ٱلرِّيَاحِ } وفي تقليب الرياح يميناً وشمالاً قبولاً ودبوراً مرة بالعذاب ومرة بالرحمة { وَٱلسَّحَابِ ٱلْمُسَخَّرِ } وفي السحاب المذلل { بَيْنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } يقول في كل هؤلاء { لآيَاتٍ } لعلامات لوحدانية الرب { لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } يصدقون أنها من الله ذكر حب الكفار لمعبودهم في الدنيا وتبرؤ بعضهم من بعض في الآخرة.