الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي ٱلسَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ }

لما ذكر كفر الكافرين وعجز أصنامهم ذكر كمال قدرته ليُستدلّ بها على وحدانيته. والبروج: القصور والمنازل. قال ابن عباس: أي جعلنا في السماء بروج الشمس والقمر أي منازلهما. وأسماء هذه البروج: الحَمَل، والثَّوْر، والجَوْزاء، والسَّرطان، والأَسَد، والسُّنبلة، والميزان، والعقرب، والقوس، والجَدْي، والدّلو، والحوت. والعرب تَعُدّ المعرفة لمواقع النجوم وأبوابها من أجَلِّ العلوم، ويستدلّون بها على الطرقات والأوقات والخِصب والجَدْب. وقالوا: الفَلَك اثنا عشر برجاً، كلّ برج مِيلان ونصف. وأصل البروج الظهور ومنه تبرّج المرأة بإظهار زينتها. وقد تقدّم هذا المعنى في النساء. وقال الحسن وقتادة: البروج النجوم، وسميت بذلك لظهورها وٱرتفاعها. وقيل: الكواكب العظام قاله أبو صالح، يعني السبعة السيارة. وقال قوم: «بروجاً» أي قصوراً وبيوتاً فيها الحرَس، خلقها الله في السماء. فالله أعلم. { وَزَيَّنَّاهَا } يعني السماء كما قال في سورة المُلْك:وَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ } [الملك: 5]. { لِلنَّاظِرِينَ } للمعتبرين والمتفكرين.