الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ سَنَسِمُهُ عَلَى ٱلْخُرْطُومِ }

قوله: { سَنَسِمُهُ }: أي: نجعل له سِمَةً، أي: علامة يُعْرَفُ بها. قال جرير:
4297ـ لَمَّا وَضَعْتُ على الفرزدقِ مِيْسَمي   وعلى البَعيثِ جَدَعْتُ أَنْفَ الأخطلِ
/ والخُرْطُومُ: الأَنْفُ، وهو هنا عبارةٌ عن الوجهِ كلِّه من [باب] التعبيرِ عن الكلِّ بالجزءِ؛ لأنه أظهرُ ما فيه وأَعلاه. والخُرْطومِ أيضاً: الخمرُ وكأنه استعارةٌ لها؛ لأنَّ الشنتمَريَّ قال: " هي الخمرُ أول ما تَخْرُجُ من الدِّنِّ " ، فجُعِلَتْ كالأَنفِ؛ لأنه أولُ ما يَبْدُو مِنْ الوجهِ، فليسَتْ الخرطومُ الخمرَ مطلقاً. ومِنْ مجيءِ الخُرْطومِ بمعنى الخمرِ قولُ علقمةَ ابنِ عبدة:
4298ـ قد أَشْهَدُ الشَّرْبَ، فيهم مُزْهِرٌ زَئِمٌ   والقومُ تصرَعُهمْ صَهْباءُ خُرْطومُ
وأنشد النضر بن شميل:
4299ـ تَظَلُّ يومَك في لهو وفي لَعِبٍ   وأنتَ بالليل شَرَّابُ الخَراطيمِ
قال النَّضِرُ: " والخُرطومُ في الآية: هي الخَمْرُ، والمرادُ: سَنَحُدُّه على شُربِها. وقد استبعدَ الناسُ هذا التفسيرَ.