الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ }

{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ } الناس قال للاستغراق { وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ } أي ما تحدث به وهو ما يخطر بالبال فلا يخفي علينا منه شيء والوسوسة الصوت الخفي ولو في الخير ومنه وسواس الحلي ثم كان يستعمل في الشر فقط والياء للالة مثلها في قولك صات بكذا وهمس به والضمير في به لما ان جعلت موصولاً اسمياً أو الباء للتعدية والضمير للانسان وما موصول حرفي يقولون حدث نفسه بكذا كما يقولون حدثته به نفسه ويجوز أن تكون الباء زائدة* { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } مثل في فرط القرب كقولهم هو مني مقعد القابلة ومعقد الازار وقربه مجاز والمراد نحن أعلم بحاله ممن كان أقرب اليه من حبل الوريد لو كان فكأن ذاته قريبة فتجوز بقرب الذات الى قرب العلم لان قرب الذات موجب لقرب العلم واضافة الحبل للوريد بيانية أو المراد حبل العاتق فيضاف للوريد كما يضاف الى العاتق لاجتماعهما فى عضو واحد وهو عرقان مكتنفان بصفحتي العنق في مقدمهما متصلان بالوتين والوتين عرقان متصلان بالقلب اذا انقطع مات صاحبه يردان من الرأس اليه قيل سمي وريداً لان الروح ترده وقيل الوريد نياط القلب وهو الوتين المذكور وقيل عرق يجري فيه الدم ويصل الى كل جزء من أجزاء البدن وهو بين الحلقوم والعلياوين ويجوز أن يكون المعنى ونحن أقرب اليه لنفود أمرنا فيه وجريانه كجريان الدم في عرقه