الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }

قوله تعالى { وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِيْنَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتاً } نبه الخلق ان من قتل فى سبيل العشق بسيوف العشق انسلخ من الحدث الى القدم والتبس بنور الازل من الازل فلما بلغ نعت الاولية واتصف بصفة الازلية يصير منعوتا بنعت الاخرية موصوفا بوصف الابدية لان صفات الحق جل سلطانه واحدة فى الوحدانية خارجة عن الجمع والتفرقة فيضها فى الافعال تفرقة مع الاسماء ونورها فى العينية جمع لاهل الوحدة ومحل ان وصل نور الصفة فيكون خارجا عن الصفة الاولية صفة والاخرية صفة والاخر اول فى النعت فمن كان نعته اولية فيكون نعته اخرية واذا خرج من الحدثان الى جمال الرحمن لم يجر عليه صفات الحدث بعده عن صفة الموت والفناء بل يصير حيا باتصافه بحياة الحق وحياة الحق ابدى لم يجر على حياة الانسانى وموت الانسانى وهذا من فيض نور مشاهدته وعنديته لان مقتول السيف التجلى يحيى بقبض القربة والعندية ومن يكون فى العندية كيف يفنى ويموت وهو مشاهد فى شهود الحق اياه ورزقه فيض مزيد مشاهدة الحق وزيادة اتصافه ببقاء الحق وفرحه بنيل بقائه من بقاء ومن قتل بسيف الارادة فهو باق بنور القربة ومن قتل بسيف المحبة فهو باق فى سنا المشاهدة ومن قتل بسيف المعرفة فهو باق فى انس الوصلة ومن قتل بسيف التوحيد فهو باق بالوحدة فى الوحدة وحياة هؤلاء من تجلى الازلية وشهادة هؤلاء بغيرة العزة غار عليهم فافناهم واحبهم فابقاهم قال ابن عطاء المقتول على المشاهدة باق برؤية شاهده والميت من عاش على رؤية نفسه ومتابعة هواه قال ابو القرشى فى هذه الاية لا تظن الهالكين فى طريق الارادة طلبا لوصله مردودين الى مقاماتهم بل قد بلغ بهم ما قصدوا من القرب والوصلة احياء بقرب عند ربهم فى مجلس المشاهدة يرزقون زيادة الفوائد من انوار الاطلاع فرحين بالغين اقصى رضاه.