الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ ٱلْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً }

قوله تعالى: { وَكَمْ أَهْلَكْنَا }: " كم " نصبٌ بأَهْلكنا، و { مِنَ ٱلْقُرُونِ } تمييزٌ لـ " كم " ، و { مِن بَعْدِ نُوحٍ }: " مِنْ " لابتداء الغاية، والأُوْلى للبيان فلذلك اتَّحد متعلَّقُها. وقال الحوفي: " الثانية بدلٌ مِن الأولى، وليس كذلك لاختلاف معنييهما. والباءُ بعد " كَفَى " تقدَّم الكلامُ عليها. وقال ابن عطية: " إنما يُجاءُ بهذه الباءِ في موضعِ مَدْحٍ أو ذم ". والباء في " بذنوب " متعلقةٌ بـ " خبيراً " ، وعَلَّقها الحوفيُّ بـ " كَفَى ". قال الشيخ: " وهو وهمٌ ". قلت: إنما جَعَلَه وهماً لأنه لا يَتَعَدَّى بالباء، ولا يليق به المعنى.