الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً } * { يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً }

{ إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ } أي: يوم يفصل بين الناس ويفرق السعداء من الأشقياء، باعتبار تفاوت الأعمال، وهو يوم القيامة { كَانَ } أي: عند الله وفي علمه وحكمه { مِيقَاتاً } أي: حدّاً معيناً، ووقتاً مؤقتاً، ينتهي الخلق إليه ليرى كلٌّ جزاء عمله { يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ } بدل من { يَوْمَ ٱلْفَصْلِ } أو عطف بيان. كناية عن اتصال الأرواح بالأجساد، ورجوعها بها إلى الحياة والحشر في الآخرة. كما قال القاشاني والشهاب.

وقال الإمام: النفخ في الصور تمثيل لبعث الله للناس يوم القيامة بسرعة لا يمثلها إلا نفخة في بوقفَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ } [الزمر: 68] وعلينا أن نؤمن بما ورد من النفخ في الصور. وليس علينا أن نعلم ما هي حقيقة ذلك الصور: { فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً } أي: فرقاً مختلفة، كل فرقة مع إمامهم، على حسب تباين عقائدهم وأعمالهم وتوافقها.