الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله { يستبشرون بنعمة من الله وفضل... } الآية. قال: هذه الآية جمعت المؤمنين كلهم سوى الشهداء، وقلما ذكر الله فضلاً ذكر به الأنبياء وثواباً أعطاهم إلا ذكر ما أعطى المؤمنين من بعدهم.

وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيهسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول " إذا ذكر أصحاب أحد: والله لوددت أني غودرت مع أصحابي بنحص الجبل " نحص الجبل: أصله.

وأخرج الحاكم وصححه عن جابر قال " فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة حين فاء الناس من القتال فقال رجل: رأيته عند تلك الشجرات وهو يقول: أنا أسد الله وأسد رسوله، اللهم ابرأ إليك مما جاء به هؤلاء؛ أبو سفيان وأصحابه، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء بانهزامهم. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه، فلما رأى جثته بكى، ولما رأى ما مثل به شهق ثم قال: ألا كفن؟ فقام رجل من الأنصار فرمى بثوب عليه، ثم قام آخر فرمى بثوب عليه، ثم قال جابر: هذا الثوب لأبيك وهذا لعمي، ثم جيء بحمزة فصلى عليه ثم يجاء بالشهداء فتوضع إلى جانب حمزة فيصلي عليهم يرفع ويترك حمزة حتى صلى على الشهداء كلهم قال: فرجعت وأنا مثقل قد ترك أبي عليَّ ديناً وعيالاً، فلما كان عند الليل أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا جابر إن الله أحيا أباك وكلمه قلت: وكلمه كلاماً! قال: قال له: تمن.... فقال: أتمنى أن ترد روحي وتنشئ خلقي كما كان، وترجعني إلى نبيك فأقاتل في سبيلك فأقتل مرة أخرى. قال: إني قضيت أنهم لا يرجعون وقال: قال صلى الله عليه وسلم: سيد الشهداء عند الله يوم القيامة حمزة ".

وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن أنس قال " كفن حمزة في نمرة كانوا إذا مدوها على رأسه خرجت رجلاه، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يمدوها على رأسه ويجعلوا على رجليه من الإذخر وقال: لولا أن تجزع صفية لتركنا حمزة فلم ندفنه حتى يحشر من بطون الطير والسباع ".

وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب بن مالك " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد: من رأى مقتل حمزة؟ فقال رجل: أنا.... قال: فانطلق فأرناه. فخرج حتى وقف على حمزة فرآه قد بقر بطنه وقد مُثِّل به، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينظر إليه ووقف بين ظهراني القتلى وقال: أنا شهيد على هؤلاء القوم لفوهم في دمائهم، فإنه ليس جريح يجرح إلا جرحه يوم القيامة يدمى، لونه لون الدم وريحه ريح المسك، قدموا أكثر القوم قرآناً فاجعلوه في اللحد ".


السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8