الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ }

{ ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ } أي الركب المستقبل لهم { إِنَّ ٱلنَّاسَ } أي: أبا سفيان وأصحابه { قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ } أي: الجموع ليستأصلوكم { فَٱخْشَوْهُمْ } ولا تأتوهم { فَزَادَهُمْ } أي: ذلك القول: { إِيمَاناً } أي: تصديقاً بالله ويقيناً. والمعنى: أنهم لم يلتفتوا إليه ولم يضعفوا، بل ثبت به عزمهم على طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما يأمر به وينهي عنه. وفي الآية دليل على أن الإيمان يتفاوت زيادة ونقصاناً، فإن ازدياد اليقين بتناصر الحجج، وكثرة التأمل، مما لا ريب فيه { وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ } أي: كافينا أمرهم من غير عدة لنا ولا عدد { وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ } أي: الموكول إليه والمفوض إليه الأمر.