يقول تعالـى ذكره: ومن يهنه الله من خـلقه فَيشْقِه، { فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ } بـالسعادة يسعده بها لأن الأمور كلها بـيد الله، يوفِّق من يشاء لطاعته ويخذل من يشاء، ويُشقـي من أراد ويسعد من أحبّ. وقوله: { إنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ } يقول تعالـى ذكره: إن الله يفعل فـي خـلقه ما يشاء من إهانة من أراد إهانته وإكرام من أراد كرامته لأن الـخـلق خـلقه والأمر أمره. { لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ }. وقد ذُكر عن بعضهم أنه قرأه: «فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرَمٍ» بـمعنى: فما من إكرام، وذلك قراءة لا أستـجيز القراءة بها لإجماع الـحجة من القرّاء علـى خلافه.