الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ ٱشْتَدَّتْ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيْءٍ ذٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلاَلُ ٱلْبَعِيدُ }

{ مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ } يعني: مثل أعمال الذين كفروا بربهم ـ كقوله تعالى:وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ } [الزمر: 60] ـ أي: ترى وجوه الذين كذبوا على الله مسودة، { كَرَمَادٍ ٱشْتَدَّتْ بِهِ ٱلرِّيحُ فِى يَوْمٍ عَاصِفٍ } ، وصف اليوم بالعصوف، والعصُوف من صفة الريح لأن الريح تكون فيها، كما يقال: يومٌ حار ويوم بارد، لأن الحر والبرد فيه. وقيل: معناه: في يوم عاصف الريح، فحذف الريح لأنها قد ذكرت من قبل. وهذا مَثَلٌ ضربه الله لأعمال الكفار، يريد: أنهم لا ينتفعون بأعمالهم التي عملوها في الدنيا لأنهم أشركوا فيها غير الله كالرماد الذي ذَرَتْهُ الريح لا ينتفع به، فذلك قوله تعالى: { لاَّ يَقْدِرُونَ } ، يعني: الكفار { مِمَّا كَسَبُواْ } ، في الدنيا، { عَلَىٰ شَىْءٍ } ، في الآخرة، { ذَٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلاَلُ ٱلْبَعِيدُ }.