الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ }

قوله: { ٱلزَّبَانِيَةَ }: قال الزمخشري: " الزَّبانية في كلامِ العربِ: الشُّرَطُ، الواحد زِبْنِيَة كعِفْرِية، مِنْ الزَّبْن وهو الدفعُ. وقيل: زِبْنيّ وكأنه نُسِبَ إلى الزَّبْن، ثم غُيِّر للنَّسَبِ، كقولهم: إمْسيّ وأصلُه زَبانيّ فقيل: زبانِيَة على التعويض " وقال عيسىٰ بن عمر والأخفش: " واحدُهم زابِن: وقيل: لا واحدَ له مِنْ لفظِه كعَباديد وشماطيط " والحاصلُ أنَّ المادةَ تَدُلُّ على الدَّفْعِ قال:
4610ـ مطاعيمُ في القُصْوى مطاعينُ في الوغَى   زبانيَةٌ غُلْبٌ عِظامٌ حُلُومُها
وقال آخر:
4611ـ ومُسْتَعْجِبٍ مِمَّا يَرىٰ مِنْ أناتِنا   ولو زَبَنَتْه الحَرْبُ لم يَتَرَمْرَمِ
وقال عتبة: " وقد زبَنَتْنا الحربُ وزبَنَّاها " ومنه الزُّبون لأنَّه يُدْفع مِنْ بائعٍ إلى آخر. وقرأ العامَّة " سَنَدْعُ " بنونِ العظمة ولم تُرْسَمْ بالواو، وقد تقدَّم نظيرُه نحو: " يَدْعُ الداعِ ". وقرأ ابنُ أبي عبلة " سَيُدْعىٰ الزبانيةُ " مبنياً للمعفولِ ورَفْعُ الزَّبانية لقيامِها مقامَ الفاعل.