الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أُوْلَـٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ ٱلأَشْهَادُ هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ }

قال الله { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أُوْلَـٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ......رَبِّهِمْ } أي ظالم اشد ظلما ممن يدعى الولاية وكان فى سابق الحكم كذابا كأنه يريد نقض ابراهيم حكم الازل الذى سبق بكفره وزوره وبهتانه وسبق بعنايته الاولياء والصديقين فظلمه من جهة كذبه على الله باخراج نفسه على دعوى الولاية وهو كاذب وغرض هؤلاء المفسدين صرف وجوه الناس اليهم رياء وسمعة وجاها فيعرفهم الله لجميع الخلائق حين يعرضون على ربهم ليفصحهم ويكشف قبائحهم عند الخلق يوبخهم على رؤوس الاشهاد بدعاويهم الباطلة فيشهد على كذبهم كل صادق فى الحضرة ثم تبعدهم عن القرب والوصال الى النار والوبال قال بعضهم المفترى على الله من اتخذ احوال السادات بدعوات لنفسه حالا واظهر من نفسه مشاهدة ما لا يشهده اولئك الذين يفضحهم الله فى الدنيا بكذبهم فيطلع عليهم الدين يشهدون حقائق الاشياء فيقولون { هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ } لانهم اظهروا من الاحوال ما ليس لهم وتزينوا بالعوارى من لباس السادة فهذه فضائحهم فى مجالس اهل الحقيقة الى ان يرجعوا الى الفضيحة فى مشهد الحق.