{ وبالاسحار هم يستغفرون } السحر السدس الاخير من الليل لاشتباهه بالضياء كالسحر يشبه الحق وهو باطل اى هم مع قلة هجوعهم وكثرة تهجدهم يداومون على الاستغفار فى الاسحار كأنهم اسلفوا فى ليلهم الجرآئم. واين دليل آنست كه بعمل خود معجب نبوده اند وازان حساب نداشته
وفى بناء الفعل على الضمير المفيد للتخصيص اشعار بانهم الاحقاء يوصفوا بالاستغفار كأنهم المختصون به لاستدامتهم له واطنابهم فيه وفى بحر العلوم تقديم الظرف للاهتمام ورعاية الفاصلة وعن الحسن كانوا لاينامون من الليل الا اقله وربما نشطوا فمدوا الى السحر ثم اخذوا بالاسحار فى الاستغفار وفى التأويلات النجمية يستغفرون من رؤية عبادات يعملونها فى سهرهم الى الاسحار بمنزلة العاصين يستغفرون استصغارا لقدرهم واستحقارا لفعلهم
اى من التقصير فى العبادة او من رؤيتها قيل يارسول الله كيف الاستغفار قال " قولوا اللهم اغفر لنا وارحمنا وتب علينا انك أنت التواب الرحيم " وقال عليه السلام " توبوا فانى اتوب الى الله فى كل يوم مائة مرة " وفى الحديث " ان الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح فيقول يارب أنى لى هذه فيقول باستغفار ولدك لك اى بأن قال رب اغفر لى ولوالدى " وفى بعض الاخبار " ان احب احبائى الى الذين يستغفرون بالاسحار اولئك الذين اذا أردت بأهل الارض شيئا ذكرتهم فصرفت بهم عنه " قال الحافظ
كفت آنكه هست خورشيد راه او حرف طوبى هركه زلت نفسه ظل ذلت نفسه خوش مضجعست مستعدان صفارا مهجعست كرازين سايه روى سوى منى زود طاغى كردى وره كم كنى
وقال الكلبى ومجاهد وبالاسحار هم يصلون وذلك ان صلاتهم بالاسحار لطلب المغفرت وفى الحديث " من تعار من الليل " هذا من جوامع الكلم لانه يقال تعار من الليل اذا استيقظ من نومه مع صوت كذا فى الصحاح وهذه اليقظة تكون مع كلام غالبا فأحب النبى عليه السلام أن يكون ذلك الكلام تسبيحا وتهليلا ولا يوجد ذلك الا ممن استأنس بالذكر " فقال لا اله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير الحمد لله وسبحان الله والله اكبر ولا حول ولاقوة الا بالله ثم قال اللهم اغفر لي او دعا " اى بدعا آخر غير قوله اللهم اغفر لى استجيب له هذا الجزآء مترتب على الشروط المذكورة والمراد بها الاستجابة اليقينية لان الاحتمالية ثابتة فى غير هذا الدعاء ولو لم يدع المتعار بعد هذا الذكر كان له تواب لكنه عليه السلام لم يتعرض له