الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَبِٱلأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }

{ وَبِٱلأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }.

اعلم، انّ الانسان الصّغير كالانسان الكبير فى وجوده ليلَ ويوم وشمس وقمر، وليله مراتب طبعه ونفسه الحيوانيّة، ويومه مراتب ملكوته، وشمسه عقله، وقمره نفسه المستضيئة بنور العقل، وما لم يخرج الانسان من بيت طبعه ونفسه لا يمكن غفران مساويه ولو استغفر كلّ يوم الف مرّة، واذا خرج من حدود نفسه الحيوانيّة وقرب من حدود قلبه وعقله الّتى هى فى الصّغير بمنزلة الاسحار فى الكبير سأل بلسان حاله غفران مساويه من ربّه ويجيبه الله ويغفره سواء سأل بلسان قاله او لم يسأل، ومن ههنا يظهر سرّ تقييد الاستغفار بالاسحار، وسرّ تقديم الاسحار المفيد للحصر.