الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ } أي اتركوا المعاصي { وَلتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ } نكر النفس استقلالا للانفس النواظر فيما قدمنا للآخرة كانه قال فلتنظر نفس واحدة في ذلك والغد يوم القيامة ونكره تعظيما ويحتمل ان ينكر النفس للتعظيم أيضا كأنه قال النفس المعتبرة هي تتمكن من النظر فيما قدمت وسمي يوم القيامة غدا تقريبا له. قال الحسن لم يزل يقربه حتى جعله كالغد وقيل عبر عنه بالغد لأن الدنيا والآخرة نهاران يوم وغد قال مالك بن دينار مكتوب على باب الجنة وجدنا ما عملنا وربحنا ما قدمنا وخسرنا وما خلفنا وروي ان من حق العقل ان تنظر لنفسك وفي عاقبة امرك وان ابن آدم إذا مات قالت بنو آدم ما ترك وقالت الملائكة ما قدم. { وَاتَّقُوا اللهَ } في اداء الواجبات وانما قلنا التقوى الاولى في ترك المعاصي وهذه في اداء الواجبات لان الاولى مقرونة بالعمل والثانية مقترنة بالعمل بقوله { إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } الجاري مجرى الوعيد والمراد واحد والجملة الثانية تكرار والأولى تأكيد.