الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق


{ فَاكِهِينَ بِمَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ }

{ فَـٰكِهِينَ } متلذذين { بِمَا ءاتَـٰهُمْ رَبُّهُمْ } من الإحسان، وقرىء ـ فكهين ـ بلا ألف، ونصبه في القراءتين على الحال من الضمير المستتر في الجار والمجرور أعنيفِي جَنَّـٰتِ } [الطور: 17] الواقع خبراً لإن، وقرأ خالد ـ فاكهون ـ بالرفع على أنه / الخبر، و { فِي جَنَّـٰتِ } متعلق به لكنه قدم عليه للاهتمام، ومن أجاز تعدد الخبر أجاز أن يكون خبراً بعد خبر.

{ وَوَقَـٰهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } عطف علىفِي جَنَّـٰتِ } [الطور: 17] على تقدير كونه خبراً كأنه قيل: استقروا في جنات ووقاهم ربهم الخ، أو على { ءاتَـٰهُمُ } إن جعلت { مَا } مصدرية أي فاكهين بإيتائهم ربهم ووقايتهم عذاب الجحيم، ولم يجوز كثير عطفه عليه إن جعلت موصولة إذ يكون التقدير فاكهين بالذي وقاهم ربهم فلا يكون راجعاً إلى الموصول، وجوزه بعض بتقدير الراجع أي وقاهم به على أن الباء للملابسة، وفي «الكشف» لم يحمل على حذف الراجع لكثرة الحذف ولو درج لصاً، والفعل من المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل وهو مسموع عند بعضهم، ولا يخفى أنه وجه سديد أيضاً، والمعنى عليه أسد لأن الفكاهة تلذذ يشتغل به صاحبه والتلذذ بالإيتاء يحتمل التجدد باعتبار تعدد المؤتى أما بالوقاية أي على تقدير المصدرية فلا، وأقول لعله هو المنساق إلى الذهن، وجوز أن يكون حالاً بتقدير قد أو بدونه إما من المستكن في الخبر أو في الحال، وإما من فاعل آتى أو من مفعوله أو منهما. وإظهار الرب في موقع الإضمار مضافاً إلى ضميرهم للتشريف والتعليل. وقرأ أبو حيوة { وقَّاهم } بتشديد القاف.