الرئيسية - التفاسير


* تفسير كتاب نزهة القلوب/ أبى بكر السجستاني (ت 330هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَٰهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }

{ أَيَّانَ } معناها أي حين، وهو سؤال عن زمان، مثل متى. وإيان بكسر الهمزة لغة سليم. حكاه الفراء، به قرأ السلمي إيان يبعثون { أَيَّانَ مُرْسَٰهَا } متى مثبتها، من أرساها الله أي أثبتها: أي متى الوقت الذي تقوم عنده. وليس من القيام على الرجل إنما هو من القيام على الحق، من قولك قام الحق أي ظهر وثبت { يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ } أي يظهرها { ثَقُلَتْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } يعني الساعة: أي خفي علمها من أهل السماوات والأرض، وإذا خفي الشيء ثقل { حَفِيٌّ عَنْهَا } معناه: يسألونك عنها لأنك حفي عنها، يعني معنى بها، يقال: تحفيت بفلان في المسألة: إذا سألته به سؤالا أظهرت فيه العناية والمحبة والبر. ومنه قوله تعالى:إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً } [مريم: 47] أي بارا معنيا. وقيل: كأنك حفي عنها كأنك أكثرت سؤالك حتى علمتها، يقال: أحفى فلان في المسألة: إذا ألح فيها وبالغ. والحفي: السؤال باستقصاء.