الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ يَا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ ٱلرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَآءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

قوله تعالى: { يُبَيِّنُ لَكُمْ }: تقدَّم نظيره. وقوله: " على فترة " فيه ثلاثة أوجه، أظهرها: أنه متعلقٌ بـ " جاءكم " أي: جاءكم / على حين فتور من إرسال الرسل وانقطاع من الوحي، ذكره الزمخشري والثاني: أنه حال من فاعل " يبين " أي: يبين في حال كونه على فترة. والثالث: أنه حال من الضمير المجرور في " لكم " فيتعلَّق على هذين الوجهين بمحذوفٍ. و " من الرسل " صفةٌ لـ " فترة " على أن معنى " من " ابتداءُ الغاية أي: فترةٍ صادرة من إرسال الرسل. قوله: { أَن تَقُولُواْ } مفعول من أجله، فقدَّره الزمخشري: " كراهة أن تقولوا " وأبو البقاء: مخافةَ أن تقولوا، والأول أَوْلى. وقوله: " يبيِّن " يجوز ألاَّ يُرادَ له مفعول البتة، والمعنى: يبذل لكم البيانَ، ويجوز أن يكون محذوفاً: إمَّا لدلالة اللفظ عليه وهو ما تقدَّم من قوله:يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً } [المائدة: 15] وإمَّا لدلالة الحال أي: يبيِّن لكم ما كنتم تختلفون فيه. " ومن بشير " فاعل، زِيْدَتْ فيه " مِنْ " لوجود الشرطين و " لا نذير " عطف على لفظه، ولو قرئ برفعه مراعاةً لموضعه جاز. وقوله: { فَقَدْ جَاءَكُمْ } عطف على جملة مقدرة أي: لا تعتذروا فقد جاءكم. وما بعد هذا من الجمل واضحُ الإِعرابُ لِما تقدم من نظائره.