الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ } * { كِتَابٌ مَّرْقُومٌ } * { يَشْهَدُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ }

{ كَلاَّ }: ردع عن التكذيب، أو بمعنى حقّاً { إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ } قال القاشاني: أي: ما كتب من صور أعمال السعداء وهيآت نفوسهم النورانية وملكاتهم الفاضلة، في عليين. وهو مقابل للسجين، في علوه وارتفاع درجته، وكونه ديوان أعمال أهل الخير. كما قال: { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَّرْقُومٌ } أي: محل شريف رقم بِصُوَرِ أعمالهم { يَشْهَدُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ } أي: يحضره المقربون من حضرة ذي الجلال، كما في آية:فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ } [القمر: 55].

والمقربون: هم الأبرار. أعاد ذكرهم، بوصفٍ ثان، تنويهاً بهم وتعديداً لصفاتهم، أو هم الملائكة إجلالاً لهم وتعظيماً لشأنهم.

ولما عظم تعالى كتابهم، تأثره بتعظيم منزلتهم، بقوله سبحانه:

{ إِنَّ ٱلأَبْرَارَ... }