قوله تعالى: { قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } [الآية: 19]. قال ابن عطاء: مقام المحب مع الحبيب وإن طال فإنه قصير عنده إذ لا يفضى من حبيبه وطرًا ولو مكث دوام الدهر فإن انتهاء شوقه إليه كالابتداء فانتهاؤه فيه ابتداؤه وأنشد:
لا أظلم الليل ولا ادعى
أن نجوم الليل ليست ثغور
ليلى كما شاءت فإن لم تجد
طالت وإن جادت فليلى قصيرُ
قوله تعالى: { فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ } [الآية: 19]. سمعت جعفر بن أحمد الرازى يقول: أوصى يوسف بن الحسين بعض أصحابه فقال: إذا حملت إلى الفقراء أو أهل المعرفة شيئًا واشتريت لهم طعامًا فليكن لطيفًا، فإن الله وصف أصحاب الكهف حين بعثوا من يشترى لهم طعامًا قالوا: وليتلطف وإذا اشتريت للزهاد والعباد. فاشتر كل ما تجده فإنهم بعد فى تذليل أنفسهم ومنعها من الشهوات. سمعت أبا عثمان المعزى يقول: إرفاق العارفين باللطف وإرفاق المريدين بالعنف.