الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ ٱللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً }

{ وانه } من جملة الموحى به اى واوحى الى ان الشان { لما قام عبد الله } اى النبى عليه السلام ولذا جعلو فى اسمائه لانه هو العبد الحقيقى فى الحقيقة المضاف الى اسم الله الاعظم فرقا وان كان هو المظهر له جمعا. ودر آثار آمده كه آن حضرت را عليه السلام هيج نام ارين خوشتر نيامده جه شريطه عبادت وعبوديت بروجهى كه آن حضرت قيام هيجكس را قدرت براقامت بران نبوده لا جرم دروقت عروج آن حضرت برمنازل ملكى باين اسم مذكور شد كه سبحان الذى اسرى بعبده وبهنكام نزول قرآن از مدارج فلكى اورا يهمين نام ميكندكه تبارك الذى نزل الفرقان على عبده
آن بننده شعار بندكى دوست كزجمله بندكان كزين اوست دادند ببند كيش راهى كانراكنديده هيج شاهى   
وايراده عليه السلام بلفظ ا لعبد للاشعار بما هو المقتضى لقيامه وعبادته وهو العبودية اى كونه عبدالله وللتواضع لانه واقع موقع كلامه عن نفسه اذا التقدير وأوحى الى انى لما قمت وهذا على قرآءة الفتح واما على قرآءة نافع وأبى بكر فيتعين كونه للاشعار بالمتقضى وفيه تعريض لقريش بانهم سمعوا عبد ود وعبد يعوث وعبد مناف وعبد شمس ونحوها لا عبد الله وان من سمى منهم بعبد الله فانما هى من قبيل التسمية المجردة عن معانيها { يدعوه } حال من فاعل قام اى يعبده وذلك قيامه لصلاة الفجر بنخلة كما سبق { كادوا } اى قرب الجن { يكونون عليه لبدا } جمع لبدة بالكسر نحو قربة وقرب وهى ما تلبد بعضه على بعد اى تراكب وتلاصق ومنها لبدة الاسد وهى الشعر المتراكب بين كتفيه والمنى متراكبين يركب بعضهم بعضا ويقع من ازد حامهم على النبى عليه السلام تعجبا مما شاهدوا من عبادته وسمعوا بما لم يسمعوا بنظيره وعلى قرآءة الكسر اذا جعل مقول الجن فضمير كادوا لاصحابه عليه السلام الذين كانوا مقتدين به فى الصلاة. يقول الفقير فى هذا المقام اشكال على القرءآتين جميعا لان المراد ان كان ما ذهب اليه ابن عباس رضى الله عنهما على ما ذهب اليه المفسرون فلا معنى للازدحام اذ كان الجن بنخلة نفرا سبعة او تسعة ولا معنى لازدحام النفر القليل مع سعة المكان وقرب القارى وانما وقع الازدحام فى الحجون بعد العود من نخلة على ما رواه ابن مسعود رضى الله عنه ولا مخلص الا بأن يقال لم يزالوا يدنون من جهة واحدة حتى كادوا يكونون عليه لبدا او بأن يتجوز فى النفر وحينئذ يبقى تعيين العدد على ما فعله بعضهم بلا معنى وان كان المراد ما ذهب اليه ابن مسعود رضى الله عنه ففيه ان ذلك كان بطريق المشاهدة على ما اسفلناه فى الاحقاف ولا معنى لاخباره بطريق الوحى على ما مضى فى اول السورة وايضا انه لم يكن معه عليه السلام اذ ذاك الانفر قليل من اصحابه بل لم يكن الا زيد ابن حارثة رضى الله عنه على ما فى انسان العيون فلا معنى للازدحام والله اعلم بمراده.