الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يُحْيِـي ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } * { إِنَّ ٱلْمُصَّدِّقِينَ وَٱلْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَ وَٱلشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ }

قوله: { اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } أي: فكذلك يقدر أن يحيي الموتى. وقال بعضهم: وكذلك يُلين القلوبَ بالذكر بعد قساوتها. { قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } أي: لكي تعقلوا عن الله بيانه لكم.

قوله تعالى: { إِنَّ المُصَّدِّقِينَ وَالمُصَّدِّقَاتِ } أي: المتصدّقين والمتصدّقات { وَأَقْرَضُواْ اللهَ قَرْضاً حَسَناً } هذا في التطوّع، أي يقدمون لأنفسهم { يُضَاعَفُ لَهُمْ } أي: يضاعف لهم الثواب عليه { وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ } أي ثواب كريم، أي: الجنة.

قال تعالى: { وَالذِينَ آمَنُواْ بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ } أي: صدِّقوا بما جاء من عند الله، وعملوا بما صدّقوا به { وَالشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ } أي: الذين يقاتلون في سبيل الله.

وتفسير الشهداء: يشهدون كرامة الله، في تفسير الحسن. وقد ترجى الشهادة لأقوام لم يُقتلوا في سبيل الله سيُلحقهم الله بالشهداء.

ذكروا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه يوماً: " ما الشهيد عندكم؟ قالوا: القتيل في سبيل الله. فقال: إن شهداء أمتى إذاً لقليل. ثم قال: القتيل في سبيل الله شهادة، والبطن شهادة، والطاعون شهادة، والغرق والحرق شهادة، النِّفاس شهادة، والسّلّ شهادة ".

ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بين حياة الشهيد في الدنيا وحياته في الآخرة إلا كمضغ تمرة ".

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد القرصة ".

ذكروا عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سأل الشهادة صادقاً من قِبَل نفسه فله أجر الشهيد وإن مات على فراشه ".

ذكروا عن الحسن أنه قرأ هذه الآية: { الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّذِّيقُونَ وَالشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ } فقال: كل مُّؤمن شهيد وإن مات على فراشه. [وتفسير مجاهد في قوله: (وَالشُّهَدَاءُ): يشهدون على أنفسهم بالإِيمان].

قال تعالى: { لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ } قال: { وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بآيَاتِنَآ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }.