الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ }

قوله تعالى { رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ } اى نحن احترقنا بنيران محبتك فاروحنا بحسن مشاهدتك التى وعدت رسولك بقولك للذين احسنوا الحسنى وزيادة وايضا آتنا وما وعدتنا بلسان رسلك ان من اتبعهم تعطيه محبتك وسنيات آياتك وكراماتك حيث قلت قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله. قوله تعالى { وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } اى لا تحجبنا بنعمتك عنك حيث يشتغل اهل الفريقين بانفسهم وهذا الدعاء من المعرفة تنزيه الازلية عن الحدوثية واستغناء الربوبية عن العبودية حتى لو يحرق جميع الانبياء والمرسلين لا يبالى بهم ولا تنقص من ملك جلاله ذرة لك عرفوا ما سبق لهم من حسن العناية فاستزادوا تواتر الإنعام حيث يسلي الحق سبحانه قلوب الخائفين القانتين فى رؤية العظمة بقوله سبقت رحمتى غضبى قال الشيخ ابو عبد الرحمن اى لا تجازنا باعمالنا وعد علينا بفضلك ورحمتك انك لا تخلف المعياد بقولك رحمتى سبقت غضبى وتفسير قوله { لاَ تُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ } عندى نفى علة الحدث عن ساحة الكبرياء لان نقض العهد من شواغل اهل العلة اى انت منزه عن خلف الوعد ونحن فى محل الأمن من ذلك فان اوصاف الحدثان لا تجرى على عزة كبريائك قال الاستاذ فى هذه الاية اى حقق لنا ما وعدتنا على السنة الوسائط من كمال النعمى وتكفير السواى وغفران كل ما سبق من متابعات الهوى.