الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلضُّحَىٰ } * { وَٱللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ } * { مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ }

المراد بالضحى وقت الضحى، وهو صدر النهار حتى ترتفع الشمس وتلقي شعاعها. وقيل إنما خصّ وقت الضحى بالقسم، لأنها الساعة التي كلم فيها موسى عليه السلام، وألقي فيها السحرة سجداً، لقولهوَأَن يُحْشَرَ ٱلنَّاسُ ضُحًى } طه 59 وقيل أريد بالضحى النهار، بيانه قولهأَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى } الأعراف 98 في مقابلة بياتاً. { سَجَىٰ } سكون وركد ظلامه. وقيل ليلة ساجية ساكنة الريح. وقيل معناه سكن الناس والأصوات فيه. وسجا البحر سكنت أمواجه. وطرف ساج ساكن فاتر «ما ودّعك» جواب القسم. ومعناه ما قطعك قطع المودع. وقرىء بالتخفيف، يعني ما تركك. قال
وَثَمَّ وَدَعْنَا آلَ عَمْرٍو وَعَامِرٍ فَرَائِسَ أَطْرَافِ الْمُثَقَّفَةِ السُّمْرِ   
والتوديع مبالغة في الودع لأنّ من ودّعك مفارقاً فقد بالغ في تركك. روى 1310 أنّ الوحي قد تأخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أياماً، فقال المشركون إنّ محمداً ودعه ربه وقلاه. وقيل 1311 إنّ أم جميل امرأة أبي لهب قالت له يا محمد، ما أرى شيطانك إلاّ قد تركك، فنزلت. حذف الضمير من قَلَىٰ } كحذفه من الذاكرات في قولهوَٱلذَّاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذَّاكِرَاتِ } الأحزاب35 يريد والذاكراته ونحوه فآوى... فهدى... فأغنى وهو اختصار لفظي لظهور المحذوف.