الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ }

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله: { تَنزِيلُ }: قد تقدَّم مثلُه أولَ غافر. وقال أبو عبدِ الله الرازيُّ: " العزيزِ الحكيمِ إنْ كانا صفةً لله كان حقيقةً، وإنْ كانا صفةً للكتاب كان مجازاً ". وقد رَدَّ عليه الشيخ جَعْلَه إياهما صفةً للكتاب قال: " إذ لو كان كذلك لَوَلِيَتِ الصفةُ موصوفَها فكان يُقال: تَنزيلُ الكتابِ العزيزِ الحكيمِ من الله " قال: " لأنَّ " من الله " إنْ تَعَلَّقَ بـ " تَنْزيل " وتنزيل خبرٌ لـ حم أو لمبتدأ محذوفٍ لَزِمَ الفَصْلُ به بين الصفة والموصوف، ولا يجوزُ، كما لا يجوزُ " أعجبني ضَرْبُ زيدٍ بسوطٍ الفاضلِ؛ أو في موضع الخبر، و " تنزيلُ " مبتدأ، فلا يجوز الفصْلُ به أيضاً لا يجوز: ضرْبُ زيدٍ شديدٌ الفاضلِ ".