الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { قَدْ فَرَضَ ٱللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَٱللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ } * { وَإِذْ أَسَرَّ ٱلنَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ ٱللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَـٰذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْخَبِيرُ } * { إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ } * { عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً }

قوله { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ } الآية وذلك أن حفصة زارت أباها فرجعت فوجدت رسول الله مع مارية أم إبراهيم في البيت فلما خرجت مارية دخلت حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أما إنني قد رأيت من كانت معك في البيت فقال والله لأرضينك هي علي حرام فلا تخبري بهذا ل أحدا فانطلقت حفصة إلى عائشة فأخبرتها فأنزل الله { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ } إلى قوله { قَدْ فَرَضَ ٱللَّهُ لَكُمْ } يعني بين { تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ } وهو قوله في سورة المائدة:فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ } [المائدة: 89] إلى قوله:فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ } [المائدة: 89].

قوله: { وَٱللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ } بخلقه { ٱلْحَكِيمُ } في أمره فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكفارة فكفر يمينه { وَإِذْ أَسَرَّ ٱلنَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً } إلى قوله { وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ } تفسير الكلبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحفصة ألم آمرك أن تكتمي سري ولا تخبري به أحدا لم أخبرت به عائشة وذكر لها بعض الذي قالت وأعرض عن بعض فلم يذكره لها.

قال: { فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَـٰذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْخَبِيرُ } قال الله { إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ } يعني حفصة وعائشة { فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } أي زاغت إلى الإثم فأمرهما بالتوبة { وَإِن تَظَاهَرَا } أي تعاونا { عَلَيْهِ } على النبي { فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ } وليه في العون له { وَجِبْرِيلُ } وليه { وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ } وهم النبيون { بَعْدَ ذَلِكَ } مع ذلك { ظَهِيرٌ } أي أعوان له يعني النبي قوله { قَانِتَاتٍ } يعني مطيعات { سَائِحَاتٍ } يعني صائمات { ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً }.

قال محمد يقال امرأة ثيبة وثيب أيضا بينة الثيب وبكر بينة البكارة.