الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلرَّحْمَـٰنُ } * { عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ }

بين هٰهنا فضل محمد صلى الله عليه وسلم على أدم عليه الصلاة والسلام حيث علم ادم أسماءه وعلم محمداً صلى الله عليه وسلم صفاته اذ الصفات لا تخلو من الاسماء والاسماء تنبئ عن الصفات والذات وفيه بيان انه بذاته سبحانه خاطبه بالقرأن شفاها عند كشف لقائه له كفاحا وليس من يعلم منه بلا واسطة كمن تعلم بواسطة فاذا اراد تعليم ارواح الانبياء والاولياء حين اوجدها البسها نوراً من نوره وبصراً من ابصاره وشمعا من اسماعه وعقلا من علمه ثم علمها صفاته بما خاطبها من كلامه الازلى حيث لا وسائل ولا وسائط وليس من علمه الحق برسم الارواح كن علمه المعلمون برسم الاشباح لا هناك علمهم بلا ألة الحدثية ولا علة المخلوقية بل كان خطابا بنعت ظهور الصفة وسماعا بلا واسطة فهموا من كلامه ما استتر من حقايقه على فهوم اهل الرسوم من العلماء قال بعضهم علم أدم الاسماء ثم عرضهم على الملائكة وعلم محمداً صلى الله عليه وسلم القرأن وعرضه على نفسه فقال فيم يختصم الملأ الأعلى وقال بعضهم علم الروح القرأن قبل الجسد فالاجساد اخذت القرأن وتعلمته تبعا للارواح قال الواسطى اورثهم تعليم الحق اياهم الاصطفائية وهو انه لما كان الحق تعلمهم اخبر عنهم فقال اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا اى أورثنا القرأن من خصصناهم بتعليمنا ومن ذلك قوله ولقد كرمنا بنى ادم بان تولى الحق تعليمهم وقال ايضا ذكر بلفظ الماضى عناية ورعاية قال ابن عطاء لما قال الله تعالى وعلم أدم الاسماء كلها اراد ان يخص أمة محمد صلى الله عليه وسلم بخاصية مثله فقال { ٱلرَّحْمَـٰنُ * عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ } اى الذى علم أدم الاسماء وفضله بها على الملائكة هو الذى علمكم القرأن وفضلكم به على سائر الامم فقيل له متى علمهم حقيقة فى الازل واظهر لهم تعليمه وقت لايجاد فالتعليم حيث كان فى جملة العلم فلما كشف العلم عن الايجاد اظهر عليهم اثار التعليم قال الحسين الرحمن علم الارواح القرأن شفاها ومخاطبة فاخذتها الانفس وتعلمها بتقلين الوسايط.