الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ }

{ واذنت لربها } واستمعت اى انقادت وأذعنت لتأثير قدرته تعالى حين تعلقت قدرته وارادته بانشقاقها انقياد المأمور المطواع اذا ورد عليه امر الآمر المطاع فهو استعارة تمثيلية متفرعة على المجاز المرسل يعنى اذا اطلق الاذن وهو الاستماع فى حق من له حاسة السمع والاستماع بها يراد بها الاجابة والانقياد مجازا واذا اطلق فى حق نحو السماء مما ليس فى شأنه الاستماع والقبول يكون استعارة تمثيلية فقوله اتينا طائعين يدل على نفوذ القدرة فى الايجادوالابداع من غير ممانعة اصلا وقوله واذنت لربها يدل على نفوذ القدرة فى التفريق والاعدام من غير ممانعة اصلا والتعرض لعنوان الربوبية مع الاضافة اليها للاشعار بعلة الحكم وهذا الانقياد عند ارباب الحقائق محمول على ان لها حياة وادراكا كسائر الحيوانات اذما من شئ الا وله نصيب من تجلى الاسم الحى وقد سبق مرارا { وحقت } من قولهم هو محقوق بكذا وحقيق به اى جعلت حقيقة بالاستماع والانقياد إذ هى مربوبة ومصنوعة له تعالى اى شأنها ذلك بالنسبة الى القدرة القاهرة الربانية التى يتأتى بها كل مقدور ولا يتخلف عنها امر من الامور وبالفارسية وخود آنرا جنين سزد. فحق الجملة ان تكون اعتراضا مقررة لما قبلها لا معطوفة عليه.