الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ يُعْرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَـٰتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنْيَا وَٱسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ }

ناصب الظرف هو القول المضمر قبل { أَذْهَبْتُمْ } وعرضهم على النار تعذيبهم بها، من قولهم عرض بنو فلان على السيف إذا قتلوا به ومنه قوله تعالىٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا } غافر 46 ويجوز أن يراد عرض النار عليهم من قولهم عرضت الناقة على الحوض، يريدون عرض الحوض عليها فقلبوا. ويدل عليه تفسير ابن عباس رضي الله عنه يجاء بهم إليها فيكشف لهم عنها { أَذْهَبْتُمْ طَيّبَـٰتِكُمْ } أي ما كتب لكم حظ من الطيبات إلا ما قد أصبتموه في دنياكم، وقد ذهبتم به وأخذتموه، فلم يبق لكم بعد استيفاء حظكم شيء منها. وعن عمر رضي الله عنه لو شئت لدعوت بصلائق وصناب وكراكر وأسمنة، ولكني رأيت الله تعالى نعى على قوم طيباتهم فقال أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا. وعنه لو شئت لكنت أطيبكم طعاماً وأحسنكم لباسا، ولكني أستبقي طيباتي وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم 1029 أنه دخل على أهل الصفة وهم يرقعون ثيابهم بالأدم ما يجدون لها رقاعاً، فقال " أأنتم اليوم خير أم يوم يغدو أحدكم في حلة ويروح في أخرى، ويغدىٰ عليه بجفنة ويراح عليه بأخرى، ويستر بيته كما تستر الكعبة. قالوا نحن يومئذٍ خير. قال بل أنتم اليوم خير " وقرىء «أأذهبتم» بهمزة الاستفهام. و«آأذهبتم» بألف بين همزتين «الهون» و«الهوان» وقرىء «عذاب الهوان»، وقرىء «يفسقون» بضم السين وكسرها.