{ ولا تكونوا كالذين نسوا الله } بالاحتجاب بالشهوات الجسمانية والاشتغال باللذات النفسانية { فأنساهم أنفسهم } حتى حسبوها البدن وتركيبه ومزاجه فذهلوا عن الجوهرة القدسية والفطرية النورية { أولئك هم الفاسقون } الذين خرجوا عن الدين القيم الذي هو فطرة الله التي فطر الناس عليها وخانوا وغدروا وجاسوا ونبذوا عهد الله وراء ظهورهم فخسروا. { لا يستوي } الناسون الغادرون الذين هم { أصحاب النار و } المؤمنون المتحققون المتّقون الموفون بعهدهم الذين هم { أصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون } والخاسرون لفرط غفلتهم وذهاب تمييزهم كأنهم لا يفرقون بين الجنة والنار وإلا لعلموا بمقتضى تمييزهم { على جبل } أي: قلوبهم أقسى من الحجر في عدم التأثر والقبول إذ الكلام الإلهي بلغ من التأثير ما لا إمكان للزيادة وراءه حتى لو فرض إنزاله على جبل تأثر منه بالخشوع والانصداع.