الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي ٱلْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ }

قرئ { يمدونهم } بضم الياء وكسر الميم عن نافع. الباقون بفتح الياء وضم الميم ومعنى الآية أن إخوان الشياطين من الكفار يمدهم الشياطين في الغي، ومعناه يزيدونهم في الغواية، والاضلال، ويزينون لهم ما هم فيه.

ثم اخبر ان هؤلاء مع ذلك { لا يقصرون } كما يقصر الذين اتقوا إذا مسهم طيف من الشيطان. وهو قول ابن عباس والسدي وابن جريج وابي علي، وأكثر المفسرين. وقال مجاهد: هم إخوان المشركين من الشياطين. وقال قتادة قوله { ثم لا يقصرون } يعني الشياطين { لا يقصرون } عن استغوائهم ولا يرحمونهم.

وقصرت واقصرت لغتان، والقراءة على لغة اقصرت، ومن ضم الياء من { يمدونهم } فلقوله تعالىأنما نمدهم به من مال وبنين } وقوله عز وجلوأمددناهم بفاكهة } وقولهأتمدونني بمال } ومن فتح الياء فلقوله تعالىويمدهم في طغيانهم يعمهون } وأمددت فيما يستحب، ومددت فيما يكره. قال ابو زيد: امددت القائد بالجند وامددت الدواة وامددت القوم بالمال والرجال. وقال ابو عبيدة { يمدونهم في الغي } اي يزينون لهم يقال: مد له في غيه. هكذا يتكلمون به ووجه قراءة نافع قوله تعالى { فبشرهم بعذاب أليم }.