الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوۤاْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً }

{ عَالِيَهُمْ } اسم فاعل مضاف للضمير مبتدأ أي الذي يعلوهم وهو لباسهم { ثِيَابُ سُنْدُسٍ } حرير واما رق من الديباج وقرأ غير نافع وحمزة بفتح الباء وضم الهاء نصبا على الظرفية وهو متعلق بمحذوف خبر والمبتدأ ثياب اي فوقهم ثياب أو نصبا على الحال من هاء عليهم قبله وعليه فثياب فاعل الحال وكذا ان جعل حالا من هاء حسبتهم او من مضاف يقدر قبل قوله ملكا اي أهل ملك وقرئ عاليتهم بفتح التاء على الحال بانواعها أو الظرفية وبضمها على أنه مبتدأ لثياب أو خبر له. قال ابن هشام قال ثعلب ان عاليهم ظرف مكان كفوقهم ورد بأن عالي الدار وداخلها وخارجها ونحو ذلك من الظروف المختصة فلا تنصب على الظرفية انتهى وأجيب بأنه مثل فوقك وأمامك فما كان جوابا له فهو جواب لثعلب وقرئ عليهم. * { خُضْرٌ } جمع اخضر نعت ثياب وقرأ ابن كثير وابو بكر بالجر نعتا لسندس لان السندس مراد به الجنس ويحتمل الجر على الجوار فيكون نعتا لثياب لكن صون القرآن عنه اولى { وَإِسْتَبْرَقٌ } ما غلظ من الحرير او من الديباج وروي ان الديباج حرير والعطف على ثياب وقرأ حمزة والكسائي بالجر عطفا على سندس فنافع وحفص رفعا خضر واستبرقا وابن كثير وابو بكر خفضا الاول ورفعا الثاني وابن عامر وابو عمرو رفعا الاول وخفضا الثاني وحمزة والكسائي خفضاهما وقرئ بوصل همزة إستبرق وفتح القاف استفعل من البريق جعل علما لهذا النوع من الثياب قال جار الله وليس بصحيح لانه معرب مشهور تعريبه وإن أصله استبرق وقرأ ابن محصن بقطع الهمزة وفتح القاف وعلى القولين فالفتح نائب عن الجر للعلمية على جنس هذه الثياب والعجمة وهو نكرة إذا لم يكن علما قابلة لال { وَحُلُّوا أَسَاوِرَ } اي زينوا بها فالواو نائب الفاعل مفعول اول واسار مفعول ثان * { مِنْ فِضَّةٍ } لا ينافي اساور من ذهب في الآية الأخرى لصحة التزيين سوار فضة وسوار ذهب في وقت واحد كما تجمع نساء الدنيا بين انواع من الحلي وما أحسن معصما فيه سوار ذهب أو فضة ولصحة التزيين بواحد في وقت وباخرى في وقت ولصحة تحلية بعض في عضو أو باعضاء الذهب وبعض بالفضة على قدر اعمالهم والمراد أنوار يتفاوتون فيها تفاوت الذهب والفضة يقال لاهل الجنة ادخلوا الجنة برحمتي واقسموها باعمالكم قال بعضهم ليس أحد من أهل الجنة الا في يده ثلاثة اسورة سوار من فضة وسوار من ذهب وسوار من لؤلؤ والعطف على يطوف عليهم ولدان، أو الواو للحال وصاحب الحال ضمير عاليهم ومن منع قرن الماضي بواو الحال قد قدر او المبتدأ ويجوز رجوع الهاء والواو للوالدان وعليه فإذا كانت هذه ثيابهم وهذه أساورهم فما بالك بثياب وأساور المخدومين وقد قيل اسوران اساور الخدم من فضة واساور المخدومين من ذهب.

السابقالتالي
2