الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَا أَوَلَوْ كَانَ ٱلشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ }

{ وإذا قيل لَهُم } اى لمن يجادل مراعاة لمعناه، وهو الجمع كما افرد لمراعاة لفظه { اتَّبعوا ما أنزل الله قالُوا بل نتَّبع ما وَجَدنا عليْه آباءنا } من الكلام والاعتقاد، والمعاصى، وعبادة غير الله عز وجل، والتقليد فى الاصول جائز ومجز اذا كان مصدقا لمن افتى له، واطمأن اليه قلبه اذا وافق الحق ولو امراة، ولا يخلو عن ذلك عامة الموحدين، حتى قال بعض قومنا: ان النظر فيها حرام وهو باطل، والصواب جوازه، بل وجوبه لمن قدر، وقيل: لا يجوز التقليد فى الاصول، ومن قلد واصاب أجزأه توحيده، وعصى بعدم النظر.

{ ولو كان الشيطانُ يدعُوهم } بما يأمرهم به من الضلال { إلى عذاب السَّعير } أيتبعون ما وجدوا عليه آباءهم، ولو كان الشيطان يدعو آباءهم الى عذاب السعير، وبخهم على اتباع آبائهم مع ان ما عليه آباؤهم قد اخذه آباؤهم من الشيطان الداعى الى العذاب الدائم، الذى هو عذاب النار، والسعير المسعورة كالمرأة الكحيل بمعنى المكحولة، فالها، عائدة الى الآباء لا الى القائلين، بل نتبع كما قال عز وجل:أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون } [البقرة: 170] بعد قوله:بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا } [البقرة: 170] نعم يمكن رجوعها الى القائلين، وآباءهم، ولا جواب للو كإن الوصلية، وقيل: لهما جواب يقدر، والواو حالية، وقيل: عاطفة على محذوف، اى يتبعونهم لو لم يكن الشيطان يدعوهم، ولو كان يدعوهم، فلو وان الوصليتان خارجتان عن الشرط، وبخروجهما تمكن الحالية.