الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ أَنِ ٱغْدُواْ عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ }

قوله: { أَنِ ٱغْدُواْ }: يجوزُ أَنْ تكونَ المصدريَّةَ، أي: تنادَوْا بهذا الكلامِ، وأَنْ تكونَ المفسِّرة؛ لأنَّه تقدَّمها ما هو بمعنى القولِ. قال الزمخشريُّ: " فإنْ قلتَ: هلا قيل: اغْدُوا إلى حَرْثِكم وما معنى " على "؟ قلت: لَمَّا كان الغُدُوُّ إليهِ ليَصْرِمُوه ويَقْطعوه كان غُدُوَّا عليه، كما تقول: غدا عليهم العدوُّ. ويجوزُ أن يُضَمَّنَ الغُدُوُّ معنى الإِقبالِ كقولِهم: " يُغْدَى عليهم بالجَفْنَة ويُراحُ " انتهى. فجعل " غدا " متعدياً في الأصل بـ " إلى " فاحتاج إلى تأويل تعدِّيه بـ " على ". وفيه نظرٌ لورود تَعَدِّيه بـ " على " في غير موضع كقولِه:
4302ـ وقد أَغْدُو على ثُبَةٍ كِرامٍ   نَشاوى واجِدين لِما نشاءُ
/ وإذا كانوا قد عَدَّوْا مرادِفَه بـ " على " فَلْيُعَدُّوه بها، ومرادِفُهُ " بَكَرَ " تقول: بَكَرْتُ عليه، وغَدَوْتُ عليه بمعنىً واحدٍ. قال:
4303ـ بَكَرْتُ عليه غُدْوَةً فَرَأَيْتُه   قُعُوداً لديهِ بالصَّريمِ عَواذِلُهْ
و { إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ } جوابُه محذوفٌ، أي: فاغدُوْا. وصارمين: قاطعين جاذِّين. وقيل: ماضِين في العَزْمِ، مِنْ قولِك: سيفٌ صارِمٌ.