الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } * { وَجِيۤءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكْرَىٰ }

وقوله تعالى: { وَجَاءَ رَبُّكَ } معناه جَاءَ أَمرُهُ وقضاؤه، وقال منذرُ بنُ سعيد: معناه ظهورُه للخَلْقِ، هنالك؛ ليس مجيءَ نَقَلةٍ وكذلك مجيءُ الصاخَّةِ، ومجِيء الطامةِ، والمَلَكُ اسم جنس يريد به جميعَ الملائِكة، و { صَفّاً } أي صُفُوفاً حولَ الأَرْضِ يوم القيامة على ما تقدم في غير هذا الموضع، و { وَجِاْىءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ } رُوِيَ في قوله تعالى: { وَجِاْىءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ } بأنها تساقُ إلى المحشر بسبعينَ ألفِ زمَامٍ يُمْسِكُ كلَّ زِمَامٍ سَبْعُونَ ألفَ مَلَكٍ، فيخرجُ منها عُنُقٌ فينتقي الجبابرةَ من الكفارِ، في حديثٍ طويلٍ باختلاف ألفاظ.

وقوله تعالى: { يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَـٰنُ } معناه: يتذكر عصيانَه وما فاتَه من العمل الصالحِ، وقال الثعلبي: «يومئذ يتذكر الإنسان» أي يتَّعِظُ ويتوبُ، «وأنى له الذكرى»، انتهى.