الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ }

{ ولما بَلَغ } يوسف { أشدَّه } منتهى كمال شدة جسمه وقوته، قال السدى هو ما بين الثلاثين والأربعين، قال الجسم يقف فى ذلك لا يزيد قوة لا ينقص غالبا، وقيل ذلك الوقوف ما بين ثلاثة وثلاثين، وبين أربعين، وكذا حفظت، وبه قال مجاهد، ويسمى أشد كما قال مجاهد، وقال الضحاك الأشد عشرون سنة، وقال الكلبى ما بين ثمانى عشرة إلى ثلاثين، وقيل ما بين خمس عشرة إلى ثلاثين، وقال مالك الأشد الحلم، وقيل منتها الأشد اثنتان وستون { آتيْناهُ حُكماً } وحكمة وهى العلم المؤيد بالعمل، وقريب منه قول ابن العربى العمل بالعلم، وقيل إصابة فى القول، وفسر بعضهم الحكمة حبس النفس عن هواها، وصون نيتها عمالا ينبغى، وقيل المراد الحكم بين الناس، وقيل النبوة، وقيل السلطان، وقال الحسن الرسالة { وعِلْماً } علم تأويل كتب الله والرأى واللغات وفقها فى الدين. { وكذّلكَ نجْزِى المحْسنينَ } لنبيه على أنه تعالى إنما آتاه ذلك جزاء على إحسانه فى علمه، إذ عبد الله واتقاه فى أول شبابه، قال الحسن أعطاه الله الرسالة لما بلغ أشده، وقد أعطاه النبوة قبل ذلك فى الحب، كذلك من أحسن عبادة الله فى شيبته، أتاه الحكمة فى اكتهاله، انتهى، وعن ابن عباس المحسنون المؤمنون أو المهتدون روايتان عنه، وقال الضحاك اصابرون على النوائب كما صبر يوسف، وفى ذلك وعد للنبى صلى الله عليه وسلم، أى لا يهولنك فعل الكفرة، فإن الله سبحانه يصنع للمحسنين أجمل صنع.