الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } * { وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } * { لاَ يَسْتَوِيۤ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ وَأَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ } * { لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ وَتِلْكَ ٱلأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } * { هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلرَّحِيمُ } * { هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلاَمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }

قوله: { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ } أي: للآخرة { وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ خِبِيرٌ بِمَا تَعْملُونَ } أي: عالم بأعمالكم.

{ وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُواْ اللهَ } أي: تركوا العمل لله بفرائضه { فَأَنسَاهُم أَنفُسَهُمْ } أي: تركهم من الخير ولم يتركهم من الشر. { أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } من فاسق مشرك، أو فاسق منافق؛ جمعهم كلهم جميعاً.

قوله عز وجل: { لاَ يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ } أي: أهل النار وأهل الجنة { أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَآئِزُونَ } أي: فازوا من النار إلى الجنة.

قوله عز وجل: { لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا القُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ } أي: على حدِ ما أنزلناه على العباد من الثواب والعقاب والوعد والوعيد والأمر والنهي { لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّن خَشْيَةِ اللهِ } يوبخ بذلك العباد. ونظيرها قوله تعالى:إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } [الأحزاب:72]. وقد فسّرناه في سورة الأحزاب.

قال تعالى: { وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } أي: لكي يتفكروا فيعلموا أنهم أحق بخشية الله من هذا الجبل، لأنهم يخافون العقاب، وليس على الجبال عقاب.

قوله تعالى: { هُوَ اللهُ الَّذِي لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ } أي: لا معبود سواه { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ } الغيب ما أخفى العباد وَالشَّهَدَةِ مَا أَعْلَنُوا. قال تعالى: { هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ } وقد فسّرناه في فاتحة الكتاب.

{ هُوَ اللهُ الَّذِي لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ القُدُّوسُ } أي: المبارك، أي إن البركة من قبله. وتفسير الكلبي: القدوس: الطاهر { السَّلاَمُ } أي: الذي سلمت الخلائق من ظلمه { الْمُؤْمِنُ } تفسير الحسن: المؤمن بنفسه قبل إيمان خلقه، كقوله عز وجل:شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ } يعني المؤمنين... إلى آخر الآية. [آل عمران:18].

وقال بعضهم: أمن الله الخلائق من ظلمه. وقال بعضهم: الموفي خلقه بما وعدهم، هو المؤمن. { المُهَيْمِنُ } أي: الأمين على ما حدّث أنه كائن وأنه يكون، وبعضهم يقول: الشاهد على خلقه. وتفسير مجاهد: الشهيد، وهو نحوه. { الْعَزِيزُ } في نقمته. وقال الحسن: (العَزِيزُ) بعزته ذلّ من دونه { الجَبَّارُ } أي الذي تجبر على خلقه. وقال بعضهم: القاهر لخلقه بما أراد. { المُتَكَبِّرُ } أي: الذي تكبر على خلقه. { سُبْحَانَ اللهِ } نزه نفسه { عَمَّا يُشْرِكُونَ }.