الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمَا ٱدْخُلُواْ عَلَيْهِمُ ٱلْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوۤاْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }

قوله تعالى { قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمَا } يخافون من الله فراقه وتذوبون بى جلاله وعظمته وميثاقه الذين انعم الله عليهما بأن لا يخافا غير الله ويتوكلا على الله وزيادة النعمة عليهما ان الله تعالى عصمهما من جريان الخواطر المذمومة على قلوبهم وانه تعالى ادخلهما فى باب عظمته وانوار هيبته قال سهل انعم الله عليهما بالعصمة والمراقبة قال الاستاذ انعم الله عليهما بأنوار العرفان فلم يحتشما من المخلوقين قوله تعالى { وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوۤاْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } اى كونوا على رجائى فى وقت إياسكم وثقوا بمحبتى لكم ولا تفرعوا من امتحانى اياكم لانى لا اقطع حبل الوصال عنكم ولا انزع ثياب عصمتى عنكم اى ان كنتم عارفين بى يصدقون قولى توكلوا عليّ عند مباشرة قهرى اياكم فانا اللطيف باوليائى الرحيم باصفيائى قال شفيق التوكل طمأنينة القلب بموعود الله قال سهل التوكل طرح البدن فى العبودية وتعلق القلب بالربوبية قال الواسطى من توكل على الله لعلة غير الله فليس بمتوكل على الله جعله سببا الى مقصوده وفى ذلك قلة المعرفة بربه.