الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }

{ ليكلا تأسوا } يقال أسى على مصيبته يأسى أسى من باب علم اى حزن اى اخبرنا كم باثباتها وكتابتها فى كتاب كيلا يحصل لكم الحزن والألم { على مافاتكم } من نعم الدنيا كالمال والخصب والصحة العافية { ولا تفرحوا بما آتاكم } اى أعطاكم الله فان من علم أن كلا من المصيبة والنعمة مقدر يفوت ما قدر فواته ويأتى ما قدر اتيانه لامحالة لايعظم جزعه على مافات ولا فرحه بما هو آت اذ يجوز أن يقدر ذهابه عن قريب وقيل لبرز جمهر أيها الحكيم مالك لاتحزن على مافات ولا تفرح بما هو آت قال لان الفائت لا يتلافى بالعبرة والآتى لايستدام بالحبرة اى بالحبور والسرور لا التأسف يرد فائتا ولا الفرح يقرب معدوما قال ابن مسعود رضى الله عنه لأن امس جمرة احرقت ما أحرقت وابقت ماابقت احب الى من أن اقول لشىء لم يكن ليته كان قال الكاشفى اخبارست بمعنى نهى يعنى ازادبار دنيا ملول واز اقبال او مسرور مشويد كه نه آنرا قر اريست ونه اين را اعتبارى كردست
دهد كراى شادى نكند ورفوت شود نير نير زد بغمى   
واز مرتضى رضى الله عنه منقولست كه هركه بدين آيت كار كند هرآيينه فرا كيردزهد اورا بهردو طرف او يعنى تمام باشد وجه زيبا كفته اند
مال اربتور ونهد مشوشاد ازان ورفوت شود مشو بفرياد ازان بندست بسنديده بكن ياد ازان تادنيى ودينت شود آباد ازان   
والمراد بالآية نفى الأسى المانع عن التسليم لامر الله والفرح الموجب للبطر والاختيال ولذا عقب بقوله تعالى { والله لايحب كل مختال فخور } فان من فرح بالحظوظ الدنيوية وعظمت فى نفسه اختال وافتخر بها لامحالة والمختال المتكبر المعجب وهو من الخيلاء وهو التكبر من تخيل فضيلة تترآءى للانسان من نفسه ومنها يتأول لفظ الخيل لما قيل انه لايركب أحد فرسا الا وجد فى نفسه نخوة وبالفارسية وخداى تعالى دوست ندارد هر متكبرى را كه برنعمت دنيا برديكرى تطاول كند فخور نازنده بدنيا وفخر كننده بدان برا كفاه واقران. قال فى بحر العلوم المختال ذو الخيلاء والكبر وهو من العام المخصوص بدليل قول النبى عليه السلام " ان من الخيلاء مايحبها الله ومنها مايبغضها الله اما الخيلاء التى يحبها الله فالاختيال عند الصدقة واختيال الرجل بنفسه عند اللقاء واما الخيلاء التى يبغضها الله فالاختيال فى البغى والفجور " اى لايحب كل متكبر بما أوتى من الدنيا فخور مبالغ فى الفخر به على الناس انتهى وصف بعض البلغاء متكبرا فقال كأن كسرى حامل غاشيته وقارون وكيل نفقته وبلقيس احدى دايانه وكأن يوسف لم ينظر الا بمقلته ولقمان لم ينطق الا بحكمته وكأن الخضرآء له عرشت والغبرآء باسمه فرشت وفى تخصيص التذييل بالنهى عن الفرح المذكور ايذان بأنه اقبح من الأسى وفى الآية اشارة الا انه يلزم أن يثبت الانسان على حال فى السرآء والضرآء فان كان لابد له من فرح فليفرح شكرا على عطائه لا بطرا وان كان لابد من حزن فليحزن صبرا على قضائه لاضجرا قال قتيبة بن سعيد دخلت على بعض احياء العرب فاذا أنا بفضاء مملوء من الابل الميتة بحيث لاتحصى ورأيت شخصا على تل يغزل صوفا فسألته فقال كانت باسمى فارتجعها من أعطاها ثم أنشأ يقول

السابقالتالي
2 3