الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ وَتِلْكَ ٱلأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } * { هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلرَّحِيمُ } * { هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلاَمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } * { هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَالِقُ ٱلْبَارِىءُ ٱلْمُصَوِّرُ لَهُ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

فضلها: عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ آخر سورة الحشر غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر " وعن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقرأ ثلاث آيات من آخر الحشر وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي فإن مات في ذلك اليوم مات شهيداً ومن قاله حين يمسي كان بتلك المنزلة ". " وعن أبي هريرة قال: سألت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اسم الله الأعظم فقال: " عليك بآخر سورة الحشر وأكثر قراءتها فأعدت عليه فأعاد عليّ " " وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ خواتيم الحشر من ليل أو نهار فقبض في ذلك اليوم أو الليلة فقد أوجبت له الجنة " وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ لو أنزلنا هذا القرآن إلى آخرها فمات من ليلته مات شهيداً ". اللغة: التصدع التفرق بعد التلاؤم ومثله التفطر يقال: صدعه يصدعه صدعاً ومنه الصداع في الرأس والقدوس المعظم بتطهير صفاته من أن تدخلها صفة نقص قال ابن جني: ذكر سيبويه في الصفة السبوح والقدوس بالضم والفتح وإنما باب الفعّول الاسم كشُبُّوط وسمّور وتنّور وسفّود والمهيمن أصله مئيمن على مفيعل من الأمانة فقلبت الهمزة هاء فخم اللفظ بها لتفخيم المعنى. المعنى: ثم عظّم سبحانه حال القرآن فقال { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله } تقديره لو كان الجبل مما ينزل عليه القرآن ويشعر به مع غلظه وجفاء طبعه وكبر جسمه لخشع لمنزله وتصدع من خشية الله تعظيماً لشأنه فالإنسان أحق بهذا لو عقل الأحكام التي فيه. وقيل: معناه لو كان الكلام ببلاغته يصدع الجبل لكان هذا القرآن يصدعه. وقيل: إن المراد به ما يقتضيه الظاهر بدلالة قولهوإن منها لما يهبط من خشية الله } [البقرة: 74] وهذا وصف للكافر بالقسوة حيث لم يلن قلبه لمواعظ القرآن الذي لو نزل على جبل لتخشع ويدل على أن هذا تمثيل قوله { وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون } أي لا ليتفكروا ويعتبروا. ثم أخبر سبحانه بربوبيته وعظمته فقال { هو الله الذي لا إله إلا هو } أي هو المستحق للعبادة الذي لا تحق العبادة إلا له { عالم الغيب والشهادة } أي عالم بما يشاهده العباد وعالم بما يغيب عنهم علمه. وقيل: عالم الغيب معناه عالم بما لا يقع عليه الحس من المعدوم والموجود الذي لا يدرك مما هو غائب عن الحواس كأفعال القلوب وغيرها والشهادة أي عالم بما يصح عليه الإدراك بالحواس.

السابقالتالي
2 3