{ وقالوا } يعني الكفار { لو شاء الرحمان ما عبدناهم } أي لو شاء أن لا نعبدهم ما عبدناهم قيل: الملائكة، وقيل: الأوثان { ما لهم بذلك من علم } أي لا يقولون ذلك عن صحة وعلم { إن هم إلا يخرصون } أي يكذبون { أم آتيناهم كتاباً من قبله فهم به مستمسكون } وهذا استفهام والمراد الإِنكار، أي ما أنزلنا كتاباً، ثم بيَّن تعالى أن أمرهم مبني على التقليد، فقال سبحانه: { بل قالوا } يعني المشركين وهذا جواب لمقالتهم، يعني لم يشهدوا خلقهم ولا يرجعوا إلى كتاب { قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة } قيل: على ملة كانوا مجتمعين متوافقين على هذا الذي نحن عليه { وإنا على آثارهم مهتدون } { وكذلك ما أرسلنا من قبلك } يا محمد { في قرية من نذير } أي نبي { إلا قال مترفوها } أي رؤساؤها ومنعموها: { إنا وجدنا آباءنا } على طريقة، وقيل: وجدناهم مجتمعين على هذا { وإنَّا على آثارهم مقتدون } نقتدي بهم فلا نخالفهم { قل } يا محمد { أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم } يعني أصوب وأولى لما عليه من الدليل { قالوا إنَّا بما أرسلتم به كافرون } { فانتقمنا منهم } عذبناهم بكفرهم، وقيل: انتقمنا للمؤمنين منهم { فانظر كيف كان عاقبة المكذبين } { وإذ قال إبراهيم لأبيه } آزر { وقومه إنني براء مما تعبدون } يعني من الأوثان والنجوم { إلاَّ الذي فطرني } خلقني ابتداء وهو الله تعالى { فإنه سيهدين } إلى الحق بما نصب لي من الدلالة وفيه بيان ثقته بالله، وقيل: سيهدين إلى جنته وثوابه { وجعلها كلمة باقية في عقبه } يعني إبراهيم جعل هذه الكلمة باقية في ذريته لم يزل منهم من يقولها، وقيل: إنه تعالى جعلها باقية يعني بأمره ولطفه، وقيل: إبراهيم جعلها باقية بأن يوصي بها، وأكد الأمر بالتكرير وهي كلمة التوحيد لا إله إلا الله، وقيل: كلمة التوحيد التي تكلم بها إبراهيم قوله: { إنني براء مما تعبدون } في عقبه في ذريته، فلا يزال من يوحد الله ويدعو إلى توحيده { لعلهم يرجعون } لعل من أشرك منهم يرجع بدعاء من وحده منهم، ونحوه{ ووصى بها إبراهيم بنيه } [البقرة: 132] { بل متعت } أي أنعمت عليهم بالنعم ولم أعاجلهم بالعقوبة فتمتعوا { حتى جاءهم الحق } قيل: القرآن { ورسول مبين } { قالوا هذا سحرٌ } أي تمويه.